سلسلة مستقبل التصميم بعد انتشار الأوبئة - التصميم للحفاظ على المصلحة العامة خلال الفترة الانتقالية (١٢|١٢)
التصميم للحفاظ على المصلحة العامة خلال الفترة الانتقالية
في الجزء الأخير من هذه السلسلة المخصصة للحديث عن مستقبل التصميم ما بعد انتشار الأوبئة، يتوجب علينا طرح بعض الأسئلة التي قد تساعد على تحقيق المصلحة العامة وزيادة الثقة وتقليل حدة المخاوف من المستقبل خلال الفترة الانتقالية، هذه التساؤلات سنلخصها في بضع نقاط مختصرة:
كيف نصمم لتحقيق الشفافية
فإذا كان الخوف مرتبطًا بما نجهله فكيف يمكننا إذا التخطيط لزيادة الشفافية وبالتالي تقليل المخاوف مع زيادة الإدراك؟ وهنا لا نعني فقط أصل ومصدر المنتجات، ولكن أيضًا الشفافية في كيفية إدارتها أو نقلها أو غيرها من إجراءات عديدة يتبعها كل نشاط تجاري.
كيف نصمم للإدماج
يجب التخفيف من المعيقات الإنسانية كالتقدم في العمر وضعف الجهاز المناعي، كما أن هناك مشكلات مرتبطة بالقدرة على الوصول للتقنيات الحديثة ومعرفة استخدامها فهذا الأمر ليس متوفرًا للجميع حتى في الدول المتقدمة، فكيف يمكن التغلب على تلك المعيقات وإدارتها لتحقيق المساواة بين الجميع وضمان عدم استبعاد فئات معينة من السكان!
كيف نصمم للحفاظ على الأخلاقيات
وهذا لا يعني فقط ضمان الأمن النفسي والجسدي وهما بالطبع ضروريان لتحقيق الإدماج المجتمعي، ولكننا سنجد أنفسنا أيضًا وسط الكثير من الحلول الرقمية الفيزيائية المعقدة والتي يجب أن نحرص على استيعاب الجميع لها ومساعدة غير القادرين على فهمها من خلال إظهار السلوك الإنساني الحقيقي دون مخاوف.
كيف نصمم لزيادة تمكين الإنسان
في ظل حالة عدم اليقين والخوف والشك والمعوِّقات التي ستكون موجودة للحصول على المنتجات وتوزيعها فإنه يجب تصميم المنتجات وتوفير الخدمات ووضع الحلول ليس فقط لتسهيل عمليات محددة ولكن لتهيئة الظروف للجميع ليكونوا أكثر قدرة على الفهم وليس فقط الاستهلاك، وتوفير الفرص الحقيقية بدلًا من الاهتمام فقط بحلّ مشكلة ما، والسماح لهم بخوض تجاربهم الشخصية بدلًا من اختبار تجارب مسبقة، فبهذه الطريقة فقط ستكون هناك قيمة حقيقية للجمهور لاستيعاب المنتجات والسلع والمساهمة في توزيعها.
وأخيرًا، فإنه من الضروري للغاية أن ندرك أن أهم جانب على الإطلاق هو أن نتذكر أن ما يتطلبه مواجهة الوباء ليس فقط إعادة تصميم الكثير من جوانب حياتنا ولكن قبل كل شيء التخطيط للانتقال إلى الشكل الطبيعي لحياتنا بعد انتهائه والتعامل مع التغيرات التي حدثت بسببه، فالمرحلة الانتقالية بعد انحسار الوباء وكيفية التعامل معها والتخفيف من الإجراءات الوقائية لها أهمية وقيمة أكبر من كيفية التعامل بعد انتهاء الوباء فعليًا وعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث يزداد الخوف وعدم الثقة والارتباك وطلب الدعم أكثر في المراحل الانتقالية لأي أزمة عمومًا، وهذا يتطلب تركيز الاهتمام على كيفية بناء عالم أفضل مما يحتاج كل مشروع إلى تفسيرات مزدوجة لتحقيق النجاح الذي نطمح إليه!
المصدر: medium
الجزء الأول: تصميم المنتجات والخدمات المادية
الجزء الثاني: تصميم المنتجات والخدمات الرقمية
الجزء الثالث: تصميم المساحات الداخلية والخارجية
الجزء الرابع: التصميم للبيانات والخصوصية
الجزء الخامس: التصميم من أجل الصالح العام
الجزء السادس : التصميم في مجال المعلومات
الجزء السابع : التصميم في مجال التعليم
الجزء الثامن : التصميم لبيئة العمل
الجزء التاسع : التصميم لأماكن المعيشة والعقارات
الجزء الحادي عشر : التصميم لتوزيع المنتجات
اترك تعليقاً