سلسلة مستقبل التصميم بعد انتشار الأوبئة - التصميم لبيئة العمل (٨|١٢)

الوضع الليلي الوضع المضيء
التصميم لبيئة العمل

اكتشف ملايين الناس حول العالم خلال الحجر الصحي واضطرارهم للعمل عن بُعد، الكثير من المشاكل المتعلقة بالعمل من المنزل والآليات المطلوبة لتحقيق أهداف العمل بكفاءة، مع امتلاكنا الآن لآلاف الأدوات والطرق العملية التي تم تطويرها على يد أولئك الذين عملوا عن بُعد في المجالات التقنية خلال العشرين عامًا الماضية مما ساعد الكثير من الموظفين على مواصلة عملهم بكفاءة مقبولة، كما أنها شككت من ناحية أخرى في أهمية الذهاب إلى مقر عمل ثابت طالما من الممكن إنجاز العمل من المنزل.

ومن الواضح أن الحاجة إلى الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي ستظل موجودة في حياتنا لفترة من الوقت.
مما يدفعنا إلى التفكير ليس فقط في إعادة تصميم مساحات مقرات العمل للحفاظ على المسافات الآمنة، ولكن أيضًا إعادة النظر في كيفية ابتكار نموذج هجين من العمل يتم تقسيمه بين المنزل والمكتب.

ومن المتوقع أن تستمر الشركات في التوجه نحو إزالة المكاتب الثابتة مع تفضيل محطات العمل المشتركة والمتنقلة عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، وبالتالي فإن الموظفين قد يحتاجون إلى الذهاب إلى مقر عمل ثابت ولكن ليس يوميًا أو بانتظام بل وفقًا لحاجة العمل، بحيث يمكن تقسيم المهام لتقليل وجود عدد كبير من الموظفين في وقت واحد مما قد يؤدي إلى تقليل مساحات مقرات العمل المستخدمة فعليًا، وهذا يعمل على تطوير سياسات جديدة للتحكم والأمان.

وسيؤدي تزايد الاتجاه للعمل عن بعد إلى ظهور حاجة مُلحة إلى أدوات تقنية جديدة يمكن بها مراقبة العمل عن بُعد وتتبعه خصوصًا في حالة الوظائف التي لا ترتبط بمهام ثابتة ولكن بوقت معين ليتم ضمان التزام الموظف بوقت العمل، لذا تعمل المزيد من الشركات الناشئة على تطوير أدوات تتبع العمل دون الكثير من الاحتكاك والتواصل، مما قد يؤدي إلى خلق مساحة مبهمة لا يمكن السيطرة عليها بين خصوصية العمل والأخلاق.
فسيعترض بعض الناس على مراقبتهم في منازلهم، كما أن صاحب العمل سيرى أن من حقه مراقبة الموظف أثناء تأدية عمله، لذا سيتطلب التصميم في مجال بيئة العمل جهدًا كبيرًا لتحقيق التوازن بين مفهوم الخصوصية والحفاظ على القواعد الأخلاقية في العمل وأيضًا مراعاة رفاهية الفرد لتوفير بيئة عمل أفضل سواء في المكتب أو عن بُعد.

المصدر: medium

الجزء الأول: تصميم المنتجات والخدمات المادية

الجزء الثاني: تصميم المنتجات والخدمات الرقمية

الجزء الثالث: تصميم المساحات الداخلية والخارجية

الجزء الرابع: التصميم للبيانات والخصوصية

الجزء الخامس: التصميم من أجل الصالح العام

الجزء السادس : التصميم في مجال المعلومات

الجزء السابع : التصميم في مجال التعليم