سلسلة مستقبل التصميم بعد انتشار الأوبئة - التصميم في مجال التعليم (٧|١٢)

الوضع الليلي الوضع المضيء
التصميم في مجال التعليم

تعرضت آلاف المدارس الخاصة والعامة إلى الإغلاق في منتصف العام الدراسي الحالي، وهناك تكهنات كبيرة ألا يتم إعادة افتتاحها في العام التالي. ووجد كل من الآباء والمعلمون والقطاعات التعليمية أنفسهم في موقف غريب مضطرين فيه لإعادة ابتكار نماذج تشغيلية جديدة لمواصلة العملية التعليمية عن طريق الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وسيكون فيها الآباء والطلاب من العناصر النشطة، وأن المُعلِّم لن يكون المسؤول الوحيد عن العملية التدريسية.

قامت شركات مثل قوقل بخطوات سريعة لتكييف الكثير من أدواتها وتوفيرها لغرض خدمة العملية التعليمية عن بُعد. كما شهدت الكثير من الشركات الأخرى العاملة في هذا المجال نموًا هائلًا نتيجة جائحة سارس-كوفيد2.

سنجد أن "نيوسيلا "وهو كتالوج خاص بالاختبارات متعددة الدرجات ويتسم بتنوع كبير في المحتوى شهد نموًا متسارعًا في الولايات المتحدة الأمريكية ويسعى بقوة لنقل نظامه الأساسي إلى بقية دول العالم.
وفي الصين فإن منصة تعليمية عبر الإنترنت اسمها "يانفيوداو" تمكنت من جمع مليار دولار عن طريق (سلسلة -ج) وهي الحدث الثامن لجمع التبرعات تتخصص بتشغيل المشروعات الجديدة، ووصلت قيمتها السوقية إلى 7.8 مليار دولار.

وسنجد أن قيمة منصة المؤتمرات عبر الإنترنت زووم ارتفعت قيمتها السوقية إلى ٤٢ مليار دولار، ووصل عدد المستخدمين لها إلى ٢٠٠ مليون بعد أن كانوا ١٠ مليون فقط قبل الوباء، وكان استخدامها في نهاية العام الدراسي من العوامل الفعالة في نموها السريع والمتزايد.

لا يمكن إنكار أن التوسعات السوقية الآن مرتبطة في الكثير من المجالات بفيروس كورونا، ولكن فيما يتعلق بالتعليم المنزلي تحديدًا فإن هذا الاتجاه كان جاريًا بالفعل قبل انتشار الوباء.

ففي عام ٢٠١٩ تم تقدير حالات التعليم المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 2.5 مليون، وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد الآباء الذين يُفضلون التعليم داخل المنزل أو عن بُعد جزئيًا للكثير من الأسباب، والتي يتمثل أهمها في:

  • التغلب على مشاكل السفر والتنقل للعائلة وعدم القدرة على ترك العمل.
  • زيادة الإجراءات الوقائية والحماية من بعض الظواهر السلبية مثل التنمر أو العنف المجتمعي مثل حوادث إطلاق النار.
  • الحماية من الكوارث البيئية مثل السيول والفيضانات والتعامل معها.
  • عدم وجود مدارس قريبة على مستوى جيد من التعليم.
  • اختلاف المعتقدات سواء السياسية أو الدينية وأنماط المعيشة وما تسببه من ارتباك للأبناء في المدرسة.

ومن المتوقع أن يدخل التعليم عن بعد إلى حياة الكثير من الناس بشكل أكبر خلال السنة ونصف القادمة بعد الجائحة، مما ستتغير الأولويات والاحتياجات وستظهر تدريجيًا العديد من السيناريوهات الجديدة غير المتوقعة.

فأحد هذه السيناريوهات قد تكون المدارس الافتراضية، وذلك من خلال برامج تعليمية متعددة الصفوف ويتم تقديمها حصريًا عبر الإنترنت عن طريق مجموعة من المعلمين سيتشابهون في تعاملهم مع طلابهم تمامًا مع ما يفعله المشاهير والمؤثرين في المجالات الأخرى لمتابعيهم.

بحيث سيكون من حق الآباء والطلاب أيضًا اختيار المُعلِّم الذي يروق لهم أكثر أو يستفيدون من أسلوبه بشكل أكبر أو يقدم المعلومات بشكل أكثر سلاسة، وهذا سيؤدي إلى حرية كبيرة وعدم مركزية في التعليم بالإضافة إلى تطورات أخرى لا يمكن تصورها اليوم ولن تظهر إلا بالتجربة العملية.

وإذا كان البعض يُشكك في قدرة هذا السيناريو على التحقق وأنه ليس من المتوقع أن يعتمد التعليم على المشاهير، يجب أن نتذكر أن التعليم الجامعي اعتمد لسنوات طويلة على المؤثرين ورجال الأعمال والمشاهير مثل البروفيسور سكوت غالواي على سبيل المثال والذي يعتبر من أساتذة جامعة نيويورك وهو في الأصل مؤلف ورجل أعمال، فليس هناك ما يمنع من أن يتحقق الأمر نفسه في مستويات التعليم الأساسية وليس فقط الجامعية.

لذا سيتم التركيز على الاستثمارات في مجال تقنيات التعليم بسبب حداثتها واتساعها وسيتم فيها البحث عن شركات ناشئة لتنتقل من السوق المحلية إلى العالمية. وسيكون التصميم في مجال التعليم من المهارات الضرورية والتي يزيد الإقبال عليها باضطراد. والعديد من الجوانب المتعلقة مثل الشمولية والتحلي بالأخلاق والتعليم الاجتماعي والتفاعل من الأمور الرئيسية بحيث سيشارك الآباء جنبًا إلى جنب مع المُعلمين في تحسينها لتحسين العملية الدراسية، كما ستكون اللامركزية وضمان أمن التحكم في النماذج التعليمية من الأمور الضرورية لتجنب غرس أفكار غير صحيحة في العقول الصغيرة خلال العملية التعليمية.

المصدر: medium

الجزء الأول: تصميم المنتجات والخدمات المادية

الجزء الثاني: تصميم المنتجات والخدمات الرقمية

الجزء الثالث: تصميم المساحات الداخلية والخارجية

الجزء الرابع: التصميم للبيانات والخصوصية

الجزء الخامس: التصميم من أجل الصالح العام

الجزء السادس : التصميم في مجال المعلومات