الواقع الجديد.
الواقع الجديد ليس مصطلحا جديدًا. ولعل أول من استخدمه حسب ويكيبديا - هو بيتر ساندمان عام ٢٠٠٥ مع انتشار انفلونزا الطيور. ثم تتالى استخدامه ليعبر عن الحالة التي يستقر عليها الاقتصاد والمجتمع بعد مروره بأزمة حادة، مثل الانهيار الاقتصادي الكبير عام ٢٠٠٧ و وكوفيد ١٩ حاليًا.
وهو يحاول أن يستكشف التحول الذي يحصل في حياتنا نتيجة هذه الأزمات، ويكون تحولًا دائما. فمع بداية الأزمة تعلمنا وتعودنا و ابتكرنا حلولًا لنستطيع العيش دون مغادرة منازلنا. ثم عدنا فابتكرنا أساليب للعودة بحذر وتأقلمنا معها. ولأن الخطر لا زال قائمًا سواء من كوفيد ١٩ أو من أوبئة أخرى، فلا بد لنا أن نتكيف ونتعايش معها.
في التعامل مع التحولات ينقسم الناس لثلاثة أقسام:
١. المبادرون وهم الذين استعدوا مسبقًا لهذا الأمر، مؤمنين أن التغير سنة الحياة.
٢. المتكيفون وهم الذين يتقبلون التغير سريعًا ويتبنونه.
٣. المنكرون الرافضون لتقبل الواقع، الذين يضرون بأنفسهم، وقد يضرون بغيرهم وبالاقتصاد إذا كانوا في موقع مسؤولية.
مع الواقع الجديد اكتشفنا أننا يمكن أن نقلل خروجنا لكن ذلك يحتاج أن تكون بيوتنا قابلة للعيش فيها لا مجرد النوم فيها، أن تكون فعلا عالمنا الصغير كما نقول دوما.
اكتشفنا أن الدراسة المنزلية Home Schooling ممكنة، وهو نظام له فوائده المميزة في اشراك الأسرة في العملية التعليمية وله تحديه.
اكتشفنا أن يمكننا أن نعمل من المنزل وأن ازدحام الطرق وتلويث البيئة ليس ضروريًا، واكتشفنا أن الطبيعة يمكن أن تستعيد جمالها بسرعة.
اكتشفنا أن كثيرًا من معاناتنا الصحية هي وَهم وضغوط حياة. فقلّت زياراتنا للمستشفيات وقلّ الضغط على النظام الصحي ليركز على الأهم.
واكتشفنا أن كثيرًا من مشاويرنا لا داعي لها وكثيرًا من مصاريفنا لا ضرورة لها.
اكتشفنا أن بلادنا جميلة فسافرنا نستكشفها.
وأصبحنا نرى جيراننا لأنهم يفرحون بالوقوف أمام أبواب بيوتهم ليروا الطُرقات. أصبحنا نتشوق لرؤية سيارة أو شخص يتمشى.
اكتشفنا أن هناك واقعًا جديدًا مختلفًا يمكن أن نعيشه.
التعليم تغير والعمل تغير والترفيه تغير وتجارة التجزئة تغيرت، التغير سنة الحياة والواقع الجديد حتمية حياتية. محاولة تأخيره أو الرجوع للماضي هو تخلف عن الركب وتعطيل للتقدم. وكلما كان إدراكنا لهذا الأمر مبكرًا كلما كان أفضل لأنفسنا ولاقتصادنا ولمجتمعنا.
اترك تعليقاً