انتهى البريد الالكتروني .. فما البديل؟!

الوضع الليلي الوضع المضيء

لا زال البعض يؤمن بالبريد الالكتروني وهو لا شك كان أداة رائعة وتحولا كبيرا ورائعا من البريد التقليدي، لكن منذ سنوات أعلنت الرئيسية التنفيذي لياهو بداية نهايته. فهو لا يتناسب مع احتياج العصر المتسارع في التواصل اللحظي، والمرونة في إيجاد الشخص والتواصل معه، ولا مع الجيل الذي لا يحب الرسائل المطولة والرسميات. فما هو البديل؟

المشكلة التي كانت تعيق الانتقال كانت عدم وجود البدائل. فاتجه الناس للواتساب الذي وفر لهم التواصل اللحظي لكنه أربك العمل لأنه وسيلة تستخدم للتواصل الاجتماعي أساسا، فخلط بينهما فأربك الاثنين. ولجأ البعض إلى توفير رقم خاص لواتساب العمل، والذي تطلب شريحة اتصالات جديدة، ونوعا خاصا من الهواتف يتسع لشريحتين أو لحمل جوال آخر وهذا لا يخلو من التعقيد فضلا عن التكلفة المادية. ومع ذلك بقيت المشكلة قائمة لأن مطوري التليجرام والواتساب وغيرها لم يبنوه للعمل فلم يوفروا الأدوات اللازمة له كترتيب الملفات، وسهولة البحث، وعدم الارتباط بالتطبيقات الاخرى. كما تعاني من مشكلة أمنية كبيرة فجميع هذه التطبيقات هي تطبيقات سحابية لا يمكن استضافتها داخليا، مما شكل خطرا على الاتصالات التي تتسم بالسرية، وخطورة تعطلها في حالة الهجمات السيبرية.

ظهرت مؤخرا العديد من التطبيقات التي تخدم هذا الجانب وتصدرت ونمت بشكل كبير. مثل سلاك الذي أقبلت عليه الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير، ومايكروسوفت تيمز الذي أقبلت عليه الشركات الكبرى والقطاعات الحكومية بحكم أنها جزء من منتجات مايكروسوفت التي يستخدمها معظمهم. فأصبحت بيئة تواصل مستقلةـ وأمكن ربطها بالذاكرة النشطة Active Directory لسهولة الدخول وحصرة بممنسوبي الجهة. التصنيف للإدارات حسب الهيكل وتكوبن الفرق أو القنوات للعمل على المشاريع المختلفة.

ولكن هل هي الحل؟

تبدو هذه الحلول لا شك أفضل من حلول الواتساب والتليجرام، ولكنها تعاني من تحد كبير قد يمنع من نموها ويعجل بالاستحواذ عليها أو خسارتها. لأن عملية التواصل هو جزء من العمل لأي منشأة ولكن الأساس هو متابعة مشاريعها، وتقدمها وتكاليفها وتوزيع العمل، بينما التواصل هو جزء من العمل وليس هو الأساس. ولذا ظهرت شركات أخرى تقدم حلولا لإدارة المشاريع بطرق مرنة Agile، وتوفر وسائل التواصل الحيوية وليست السريعة كما هو مأمول مثل Asana و Basecam وكليك اب ويمكن الاطلاع على مقارنة بينها من موقع ويكيبديا.

الجيد أن هذه التطبيقات وفرت روابط برمجية لتكاملها مع بعضها البعض، لكنها تتطلب استخدام برامج مختلفة تعقد العمل وإن مكنته.

المستقبل يبدو أنه سيكون لمن يسبق منها في توفير الحل المتكامل. ومن سيوفر حلولا توفر الخصوصية من خلال سحابة داخلية. مع العلم أن هناك حلول مفتوحة المصدر يمكن البدء بها والبناء عليهاـ مثل Mattermost وغيرها.

البديل غالبا هو من يطور منصة توفر التعاون Collaboration وليس مجرد التواصل أو إدارة المشاريع. البديل لمن يصنع بيئة عمل جذابة ممتعة لا تشترط الوجود تحت سقف واحد. نحن نعيش عصر اقتصاد التجربة Experience Economy، فمن يمنحنا التجربة الأفضل سيكون له السبق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *