٥ طرق لتبادل الخبرات المهنية و٤ أسباب تحتم عليك القيام بذلك

الوضع الليلي الوضع المضيء

إذا كنت جزءًا من القوة العاملة لأي فترة من الزمن، فإنك لا بد وأن تكون امتلكت على الأقل بعض الخبرة المهنية، وأصبح لديك مجموعة فريدة معينة من المهارات والمعارف والخبرات التي تجعلك مهماً بالنسبة لمؤسستك.

ولكن بماذا تستفيد حقاً منها؟ هل تخزنها بعيداً كما يخبئ السنجاب حبات الصنوبر للشتاء؟ هل تحتفظ بكل هذه المهارات الجيدة لنفسك؟ هل تستخدم خبراتك لتعزيز حياتك المهنية دون النظر إلى الكيفية التي يمكن أن تساعد فيها الآخرين؟

أعلم أن البعض قد يعتبر هذا غريباً بعض الشيء، ولكن خبراتك الشخصية هي هبة رائعة تستحق أن تتم مشاركتها مع الآخرين، فعلى الرغم من أنها لك، وأنك عملت بجهد كبير لتحصل عليها، ولكن لماذا تبقي كل تلك الحكمة لنفسك؟ لماذا لا ترسلها إلى العالم لتتحرر وترقى بالآخرين إلى آفاق جديدة أيضاً؟

والجزء الأفضل في كل هذا، هو أن تبادل الخبرات لا يساعد الآخرين فقط في مساعيهم المهنية، بل يساعدك أيضاً، وإليك الطريقة…

١. تبادل الخبرات يثّبت معرفتك

لا شيء يساعد على تعميق المعرفة بفعالية كمشاركتها مع الآخرين.

٢. يوسّع معرفتك

تبادل الخبرات يعني الدعوة لإجراء محادثة جديدة، وإذا كنت قادراً على إبقاء عينيك وأذنيك وعقلك منفتحين، فقد تتعلم شيئاً خلال هذه العملية أيضاً.

٣. يعزز وضعك كشخص ذو سلطة

إذا كنت تريد أن يتم اعتبارك كشخص قادر على القيادة في مجال عملك، عليك أن تقف وتظهر ما لديك لتقدمه، ولكن بدلاً من إخبار الأشخاص بأنك شخص يمتلك العديد من الخبرات، أظهر ذلك بطريقة تساعد على رفع مستوى خبرتهم أيضاً.

٤. يزيد من قيمتك المهنية

عندما تساعد خبراتك الفريق بأكمله، ستصبح الجزء الأكثر قيمة منه، ووجودك يصبح أهم شيء للشركة أو المؤسسة التي تعمل ضمنها، وهذا يمكن أن يُترجم بشكل مكافآت مادية ونقود حقيقية.

أعلم ما تفكرون به: “هذا رائع، ولكن لا أريد أن أبدو متغطرساً!”

اسمحوا لي أن أتناول هذا الأمر الآن، إذا كان هذا ما تفكرون به، فقد حان الوقت لتبديل وجهة نظركم، فمشاركة حكمتكم مع الأشخاص من حولكم ليس نشاطاً يتولد من الأنا، ولكنه نوع من الخدمة، فهو يتمحور حول الآخرين وليس حولكم أنتم، إنه نوع من العطاء، وليس المباهاة.

فيما يلي بعض الطرق لتبادل الخبرات المهنية بشكل مريح وسهل.

١. كن معلماً

هناك الكثير من الشباب الذين دخلوا حديثاً في مجال العمل والذين يبحثون عن التوجيه، لذلك عندما ترى شخص مبتدئاً يحمل الكثير من القدرات الواعدة ولكنه يحتاج إلى الدعم، لا تتردد في وضع ذاك الشخص تحت جناحيك، وتبادل معه الدروس الصعبة التي اختبرتها عليها على مر السنين.

في نفس الوقت، أبقي عينيك وأذنيك وعقلك مفتوحين، فبعد كل شيء، أفضل جزء في الإرشاد هو أنه عندما يكون الطالب والأستاذ على علاقة قوية، يتعلم كلاهما من بعضهما على حد سواء، وكمعلم، سوف تكتسب منظوراً جديداً حول العمل الذي تقوم به، فقلة خبرة الشاب الذي تعلمه يمكن أن توفر لك في الواقع مجموعة كبيرة من الأفكار المبدعة … إذا كنت منفتحاً لذلك.

٢. اكتب

الكلمة المكتوبة دائماً ما تكون وسيلة رائعة للوصول إلى الآخرين، لذلك حاول كتابة مقالة توضح صناعتك أو عملك، أو إبدأ بكتابة مدونتك الخاصة، ليس هناك أي شيء يمكن أن يعطيك السلطة أكثر من عرض أفكارك ليراها العالم، فشبكة الإنترنت تجذب جمهوراً عالمياً والاتصالات التي يمكن أن تجريها عبرها قد تحقق تحولاً يغيّر حياتك (ومسيرتك المهنية).

بالاضافة الى ذلك، فكونك كاتب يقوم بنشر أفكاره – سواء على الانترنت أو بشكل مطبوع – فستتلقى تلقائياً مستوى معيناً من السلطة، وعلى الرغم من أن هذا يبدو غريباً، إلّا أن الجميع يعتبرون الكتّاب بأنهم خبراء في مجالهم (حتى وإن كانوا لا يمتلكون أدنى فكرة عمّا يكتبونه).

بمعنى آخر: يمكن لبعض الخطوط الثانوية رفع رؤيتك المهنية بسرعة وإعادة تشكيل سمعتك كقائد في مجال عملك، فقط تأكد من أن كل ما تضعه في كتاباتك هو شيء تؤمن وتفتخر به بقوة، لأنه سيكون بمثابة سجل دائم يمكن أن يتتبعك لبقية حياتك المهنية.

٣. درّب الآخرين

قم بعرض خدماتك لتقديم موضوع تهتم به في مؤتمر للصناعة المحلية أو اجتماع لجمعيتك المهنية، أو قم باستضافة غداء عمل أو مؤتمر تعليمي في شركتك، قدم ما تعرفه بثقة، وبطريقة تجعل الجمهور يستفيد ويشارك في الحوار، وتذكر ألا تتحدث إلى الأشخاص بتعالي، فكمدرب، سيكون أحد أجزاء دورك هو الاستفادة من حكمة الأشخاص الآخرين الموجودين في الغرفة، وفتح المحادثات حتى يستطيع الآخرون تبادل الخبرات كذلك، لذلك لا تفترض بأنك الشخص الوحيد الذي يمتلك شيئاً ليقوله.

تدريب الآخرين في أي نوع من الجلسات، سواء أكان العدد كبيراً أم صغيراً، سيساعدك على تعزيز مهاراتك الخطابية (الأمر الذي يحمل قيمة عظمى في أي مهنة) ويضعك في موضع السلطة، وتماماً مثل الكتابة، فإن الوقوف أمام مجموعة من الأشخاص يخلق مصداقية بشكل تلقائي.

٤. كن مصدراً للمعلومات

عندما تقرأ مقالاً مفيداً للغاية، أو تتقابل بمعلومة جديدة مفيدة، أو تجد وسيلة أكثر فعالية للقيام بأمر ما، لا تحتفظ بها لنفسك، ففي كل يوم، هناك احتمال بأن يكون لديك شيء يمكن مشاركته مع الآخرين ويكون مفيداً لهم.

ليس عليك الانتظار لمشاركة تلك الفكرة أو المعلومة في الدورة التدريبية الرسمية التالية أو حتى يأتي إليك أحد ويطلب منك المساعدة بشكل صريح، بدلاً من ذلك، يمكنك ببساطة إرسال رسالة إلكترونية إلى زملائك في العمل تقول لهم فيها مثلاً: “يا رفاق، لقد وجدت هذه المادة مفيدة حقاً، أعتقد أنكم ستستمتعون بها جداً”، أو “لست متأكداً إذا كنتم تعلمون هذا، ولكنني اكتشفت للتو بأن برنامج (X) يمتلك هذه الميزة الرائعة المخفية! وإليكم الكيفية التي يمكنكم خلالها استخدام هذه الميزة خطوة بخطوة”.

تخيل لو فعل أحد زملائك هذا، كيف سيكون شعورك؟ كيف ستنظر إلى هذا الشخص؟ هذه اللفتة الصغيرة من قبلك يمكن أن تؤثر إيجاباً على كامل الحياة المهنية لشخص ما، هذا بالتأكيد يستحق من وقتك بعض الدقائق.

٥. قم بتسلّم زمام الأمور

إذا كانت تمتلك خبرة خاصة يمكن أن تكون مفيدة لأداء مهمة معينة أو مشروع ما، لا تتراجع عن تولي زمام الأمور، فكثيراً ما نرى أشخاصاً يمتلكون خبرة عالية ولكنهم لا يريدون تولي مسؤولية القيادة، لذلك فهم يجلسون ويحفاظون على صمتهم، ثم، وبعد أن يصبح هذا المشروع قيد التنفيذ، يبدؤون ببطء بجعل الآخرين يعلمون بأنهم يمتلكون الخبرة التي كان من الممكن أن تكون مفيدة للمشروع، ولكن لم يستمع لهم أحد، وهنا يأخذون دور الضحية.

لا تجعل الأشخاص يترجونك لمساعدتهم أو للحصول على رأيك في موضوع ما، بل تطوع للقيام بهذا، تقدم واعرض أن تقوم بقيادة المشروع إذا كنت تعلم بأنك ستكون قائداً جيداً، وإذا كان لديك شيء للمساهمة به، أخرجه، وتذكر بأن أفضل القادة يشجعون الجميع في فريقهم لتبادل الخبرات أيضاً.

مترجم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *