١٧ تقنية يمكنها أن تغير وجه العالم بحلول عام ٢٠٢٥

الوضع الليلي الوضع المضيء

قام المنتدى الاقتصادي العالمي – weforum في بداية عام ٢٠٢٠، بسؤال روّاد التقنية حول آرائهم وتوقعاتهم المستقبلية: كيف يمكن أن تغير التقنية العالم خلال الخمس سنوات القادمة. بدءاً بالحواسيب الكميّة، والجيل الخامس من الانترنت، وانتهاءً بعلاج السرطان والأمراض المزمنة، سنلقي الضوء على توقعاتهم فيما يتعلق بمستقبلنا القريب:

١. الذكاء الاصطناعي سيعمل على تقليل عملية التصنيع.

يعد التعامل مع السجلات الورقية، السفر الدولي، سلاسل الامداد وحتى الاعتماد على الحظ، جزءاً لا يتجزأ من الوضع الحالي الراهن، كل هذه الأمور تهدر الكثير من الوقت والطاقة والمواد الأولية. ومع إغلاق السفر عبر الدول مع ظهور أزمة كوفيد-١٩، تم تسريع اتمتة هذه العمليات جزئياً بما يتماشى مع الأزمة، بالتالي ستتبنى الشركات التي تعمل على تصنيع المنتجات، تقنيات قائمة على النظم السحابية لتجميع بيانات المنتجات من خطوط التصنيع ومعالجتها وتحويلها إلكترونياً على امتداد سلاسل الامداد.
وبحلول عام ٢٠٢٥، سيتم تحليل البيانات المتدفقة من خطوط التصنيع بواسطة خوارزميات ذكية، وهذا يعني تحسناً مستمراً في مستويات الانتاج وجودة المنتج، مما يؤدي لتقليل النفايات الإجمالية في التصنيع بنسبة تصل إلى ٥٠٪. ونتيجة لذلك، سوف نتمتع بالحصول على منتجات عالية الجودة ، يتم إنتاجها بشكل أسرع وبتكلفة أقل لنا وعلى لبيئتنا.

٢. استخدام طاقة تحويلية طويلة الأمد

في عام ٢٠٢٥، سيتم النظر إلى البصمة الكربونية على أنها أمر غير مقبول مجتمعياً، تماماً كأي تصرف غير مقبول يمس الأخلاق أو انتهاك الحريات!
حيث أنه في ظل أزمة كورونا المستجد بدأ الناس يتبنون إجراءات جديدة في التعامل مع الأمور والظواهر التي تهدد صحتنا وحياتنا ومستقبلنا، مما سيؤدي إلى التأثير على سياسات حكوماتهم لتغيير سلوكياتها، ومع تحوّل البصمة الكربونية إلى قضية عالمية، بدأت الدول والشركات والمؤسسات، تبحث عن طرق أسرع وأقل تكلفة سعياً للقضاء على بصمتهم الكربونية، وبالتالي يتم بناء مستقبل مستدام خالٍ من الملوثات من خلال طاقة بديلة نظيفة يمكن استخدامها لأمد بعيد، من أجل تقليل انبعاثات الكربون في العالم بشكل كبير. ومن خلال ظهور صناعة إدارة الكربون الضخمة التي تلتقط وتستخدم وتزيل ثاني أكسيد الكربون سنرى مجموعة متنوعة من التقنيات الجديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات العالمية للملوثات، وإطلاق العنان لموجة من الابتكارات التي تتماشى مع الثورات الصناعية والرقمية في الماضي.

 ٣. عصر جديد للحوسبة الكمية

ستتجاوز الحوسبة الكمية بحلول عام ٢٠٢٥ مراحلها الأولى، وسيكون الجيل الأول من الأجهزة التجارية قادراً على معالجة مشكلات حقيقية في العالم الحقيقي، وسيكون أحد التطبيقات الرئيسية لهذا النوع الجديد من أجهزة الكمبيوتر هو محاكاة التفاعلات الكيميائية المعقدة، وهي أداة مذهلة ستفتح آفاقًا جديدة في تطوير الأدوية. حيث ستساعد حسابات كيمياء الكم أيضاً في تصميم مواد جديدة ذات خصائص مطلوبة، على سبيل المثال تصميم عوامل محفزة أفضل لصناعة السيارات التي تحد من الانبعاثات وتساعد في مكافحة تغير المناخ.

حالياً، يعتمد تطوير المستحضرات الصيدلانية ومواد عالية الأداء بشكل كبير على التجربة والخطأ، مما يعني أنها عملية متكررة ومستهلكة للوقت ومكلفة للغاية، وقد تتمكن أجهزة الكمبيوتر الكمية قريباً من تغيير هذا، وستقل دورات تطوير المنتج وتقل تكاليف البحث والتطوير بشكل واضح وكبير.

٤. تحول نموذج الرعاية الصحية إلى الوقاية من خلال النظام الغذائي

بحلول عام ٢٠٢٥ ستتبنى أنظمة الرعاية الصحية مناهج صحية وقائية أكثر أكثر اعتماداً على تطوير العلوم لتحقيق الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية المعتمدة على الخضروات والنباتات الغنية بالعناصر الغذائية، وسيتمكين هذا الاتجاه من خلال التقنية القائمة على الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستندة إلى علم الأحياء التي تعزز معرفتنا بشكل كبير بدور الأغذية النباتية وأهميتها لصحة الإنسان ونتائجها الوظيفية المحددة.

بعد جائحة فيروس كورونا المستجد في مطلع ٢٠٢٠، سيكون المستهلكون أكثر وعيًا بأهمية صحتهم وسيطلبون بشكل متزايد غذاءً صحيًا من أجل المساعدة في تحسين نظامهم المناعي ودعم دفاعاتهم الطبيعية، يمكن لصناعة الأغذية العالمية الاستجابة لهذا التطور من خلال تقديم مجموعة أوسع من خيارات المنتجات لدعم النتائج الصحية المثلى، ويمكن أن تستجيب صناعة الرعاية الصحية من خلال عملية تعزيز الذكاء النباتي من أجل حياة أكثر مرونة، وتحفيز الناس على رعاية أنفسهم في محاولة للحد من التكاليف التي تؤثر على المستدامة.

٥. تقنية الجيل الخامس ستعزز الاقتصاد العالمي وستنقذ الأرواح

بسبب حاجتنا الملحة للبقاء في المنازل في ظل الجائحة، شهدنا زيادة حادة في خدمات الطلب والتسليم، مع الحاجة إلى السلع "اليومية" من مزودين مثل أمازون (Amazon) وإنستاكارت (Instacart) ، ولو تواجدت شبكات الجيل الخامس في الساحة بقوة، سيتم ربطها بشكل مباشر بالروبوتات المستقبلية، وسيتم تسليم البضائع بأمان في غضون ساعات.
لا يمكن توسيع شبكة الواي فاي لتلبية متطلبات أعلى، حيث لاحظنا كيف ظهرت الشبكات ذات الجودة الرديئة مع انتقال العديد من الشركات والفصول الدراسية للعمل عن بعد والحاجة إلى استخدام الانترنت واجتماعات الفيديو.

من شأن شبكات الجيل الخامس ذات زمن الانتقال السريع أن تحل هذا النقص في موثوقية الشبكة وتسمح حتى بتقديم خدمات ذات سعة عالية مثل خدمات الصحة عن بعد والجراحة عن بعد وخدمات الطوارئ، ويمكن للشركات أن تعوض التكلفة العالية لمواصلات وتنقل موظفيها من خلال الأنشطة المعززة للاقتصاد مثل المصانع الذكية والمراقبة في الوقت الحقيقي وخدمات الحوسبة كثيفة المحتوى في الوقت الفعلي. حيث تجعل شبكات الجيل الخامس الخاصة هذا الأمر ممكنًا، وبالتالي ستحدث تغيراً في اقتصاد خدمات الهاتف المحمول.
يركز طرح شبكة الجيل الخامس على إنشاء أسواق كنا نتخيلها فقط، مثل الروبوتات ذاتية القيادة إلى جانب اقتصاد التنقل كخدمة (MaaS) وغيرها من الأسواق التي لا يمكننا تخيلها، مما يتيح للأجيال القادمة ابتكار أسواق ومشاريع مزدهرة.

٦. "الوضع الطبيعي الجديد" في التعامل مع السرطان

تقوم التقنية بتحليل البيانات، في حين تحفز البيانات المعرفة وتدعمها، وتعمل المعرفة على التمكين، في المستقبل، سيتم التعامل مع مرض السرطان مثل أي حالة صحية مزمنة، وسنكون قادرين على تحديد ما قد يواجهنا بدقة مما يمكننا التغلب عليه بكل سهولة.
بعبارة أخرى، ستظهر حالة طبيعية جديدة في كيفية التعامل مع السرطان وسنرى المزيد من الفحص المبكر مع ابتكارات تشخيصية محسنة، مثل تقنية تسلسل الجينوم الأفضل أو الخزعة السائلة، والتي تعدنا بإجراء اختبارات أكثر سهولة وأعلى دقة، وذات تكلفة منخفضة ومناسبة، الاكتشاف المبكر لأنواع السرطان الشائعة. وهذا لن ينقذ الأرواح فحسب، بل سيقلل من العبء المالي والعاطفي للاكتشاف المتأخر.

كما سنشهد ثورة في العلاج مدعمة بالتقنية، وسيكون التقدم أعظم في هذا الصدد من خلال تحرير الجينات والعلاج المناعي الذي يجلب تأثيرات جانبية أقل، ومع تقدم عمليات الفحص والعلاج المبكرة، فإن السرطان لن يظل تلك الكلمة المرعبة التي تثير مثل هذا الخوف بين الناس.

٧. روبوتات تعمل في محال البيع بالتجزئة.

تحولت الروبوتات على مدى الزمن للدخول في العديد من الصناعات حول العديد من الصناعات، في حين أن بعض القطاعات مثل تجارة البقالة - ظلت دون تغيير إلى حد كبير. ومع استخدام تطبيق الروبوتات الجديد المسمى “التنفيذ الجزئي" لن تبدو تجارة التجزئة في المتاجر كما هي عليه الآن. حيث إن استخدام الروبوتات بشكل أكبر في الحياة الاعتيادية، سيغير هذه الصناعة التي يبلغ عمرها الـ ١٠٠ عام وسيتعرض جميع أصحاب المصلحة لتغيير كبير.
سيعمل بائعو التجزئة على مستوى أعلى من حيث الإنتاجية، مما سيؤدي ذلك إلى عوائد إيجابية في مجال البقالة عبر الإنترنت (لم يسمع به من قبل). وستعمل هذه التقنية أيضًا على فتح وصول أوسع إلى الطعام وتقديم عرض أفضل للعملاء للمستهلكين بشكل عام من حيث السرعة وتوافر المنتج والتكلفة.

٨. عدم وضوح وضبابية المساحة بين العالم المادي والافتراضي

هناك شيء واحد أكيد ظهر لنا بسبب أزمة الوباء الحالي، وهو مدى أهمية التقنية في الحفاظ على عمليات التواصل والاتصال وتسهيلها، ليس فقط لأغراض العمل، ولكن أيضًا لبناء روابط عاطفية حقيقية. ففي السنوات القليلة القادمة يمكننا أن نرى تسارعًا في تطوير هذا المجال، بالتزامن مع تقنية الذكاء الاصطناعي التي تم تصميمها لربط الأشخاص وتقريبهم من بعضهم البعض حتى عند تباعدهم جسديًا. وسيكون الخط الفاصل بين المساحة الفيزيائية والافتراضية غير واضح وضبابيًا إلى الأبد. سنبدأ في رؤية قدرات الأحداث العالمية لتقديم بدائل رقمية بالكامل، وسيتحول البث المباشر البسيط إلى تجارب كاملة.

ومع ذلك، فليس الأمر بهذه البساطة، ولا يقتصر فقط على مجرد تقديم هذه الخدمات، بل سيتعين إعطاء الأولوية لخصوصية البيانات من أجل خلق الثقة بين المستهلكين. ففي بداية جائحة كوفيد-١٩ رأينا الكثير في الأخبار حول المخاوف المتعلقة بشأن أمن شركات فيما يتعلق بمؤتمرات الفيديو. هذه المخاوف لا يتم تبديدها حتى الآن ومع زيادة استخدام الشبكات الرقمية، فإن العلامات التجارية، لا تستطيع ببساطة منح المستخدمين أي شيء أقل من الشفافية الكاملة والتحكم في بياناتهم.

٩. التركيز على الأفراد وليس المؤسسات في الرعاية الصحية

بحلول عام ٢٠٢٥، ستكون الخطوط الفاصلة بين الثقافة وتقنية المعلومات والصحة غير واضحة وستؤسس علوم الأحياء الهندسي والتعلم الآلي والاقتصاد التشاركي إطار عمل لامركزية لتضمن استمرارية الرعاية الصحية، ونقل اهتمامها وتركيزها من المؤسسات إلى الفرد.

ولجعل هذا الأمر يتحقق على أرض الواقع، فإن التقدم في الذكاء الاصطناعي وآليات التوصيل الجديدة لسلاسل التوريد، ستتطلب بيانات بيولوجية في الوقت الحقيقي والتي ستقدمها البيولوجيا الهندسية كاختبارات تشخيصية بسيطة منخفضة التكلفة للأفراد في كل ركن من أركان العالم. ونتيجة لذلك، سينخفض أعداد المرضى والوفيات والتكاليف المطلوبة لعلاج الحالات الحادة مثل الأمراض المعدية، لأن الحالات الأشد خطورة فقط هي التي ستحتاج إلى رعاية إضافية، وسيغادر عدد أقل من المصابين منازلهم، وهذا يعني تغييراً كليا بعلم الأوبئة المرضي، بينما سيقل العبء على أنظمة الرعاية الصحية. وسيتبع ذلك انخفاض موازٍ في التكاليف وزيادة في جودة الرعاية، حيث تعمل التشخيصات غير المكلفة على نقل المصاريف والطاقة إلى الأفراد، مما يؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة فعالية تكلفة الرعاية. وستبدأ الروابط التي كانت لا تنفصم بين الصحة والوضع الاجتماعي والاقتصادي ونوعية الحياة في التلاشي وستتبدد التوترات الموجودة من أجل مساواة الصحة مع الوصول إلى مؤسسات الرعاية الصحية.

ابتداء من الرعاية اليومية، وانتهاءً بالأوبئة، ستغير هذه التقنيات المتقاربة العوامل الاقتصادية والاجتماعية لتخفيف العديد من الضغوط على الحالة الإنسانية العالمية.

١٠. لقد بدأ مستقبل البناء فعليًا

سيصبح البناء سلسلة متزامنة من عمليات التصنيع مما سيوفر إجراءات التحكم والتغيير والإنتاج على نطاق واسع. وستكون طريقة أكثر أمانًا وأسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة لبناء المنازل والمكاتب والمصانع وغيرها من الهياكل التي نحتاجها لتحقيق الازدهار داخل وخارج المدن، ونظرًا لأنه يتم إنشاء وإثراء العديد من مجموعات البيانات عبر صناعة البناء من خلال إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي وعمليات التقاط الصور على سبيل المثال لا الحصر، فإن هذه الرؤية بدأت تظهر على أرض الواقع، حيث إن استخدام البيانات لفهم العمليات الصناعية بعمق يعزز قدرة المهنيين الميدانيين على الثقة بمشاعرهم وغريزتهم عند اتخاذ القرار في الوقت الفعلي، مما يتيح التعلم والتطور بالتزامن مع اكتساب الثقة.
تسلط البيانات القابلة للتنفيذ الضوء على ما لم نتمكن من رؤيته من قبل مما يمكّن القادة من إدارة المشاريع بشكل استباقي بدلاً من انتظار رد الفعل. في حين أن دقة التخطيط والتنفيذ ستساعد أخصائي البناء من التحكم في البيئة، بدلاً من أن تتحكم هي بهم، وبالتالي يمكنهم القيام بإجراءات قابلة للتكرار يسهل التحكم فيها وأتمتتها وتعليمها. هذا هو ببساطة مستقبل البناء، وها قد بدأ بالفعل.

١١. سيساعد مقياس جيجاتون لإزالة ثاني أكسيد الكربون على عكس تغير المناخ

سيؤدي تطوير ورفع مستوى تقنيات تقليل الانبعاثات السلبية إلى مستوى الجيجاتون، إلى تقليل كميات كبيرة من جزيئات ثاني أكسيد الكربون العالقة في مناخنا، وسيكون ذلك ضروريًا للحد من الاحترار العالمي بدرجة 1.5 مئوية، وبينما ستبذل البشرية كل ما في وسعها لوقف انبعاث المزيد من الكربون في الغلاف الجوي، فإنها ستفعل كل ما في وسعها لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء بشكل دائم، من خلال الوصول إلى تلك التقنيات على نطاق واسع، سيزداد الطلب على إزالة ثاني أكسيد الكربون وستنخفض التكاليف. وسيصبح مطلباً ضرورياً لإزالة الانبعاثات التي لا يمكن تجنبها من الهواء. وسيصبح الأفراد أكثر إيجابية بحيث يكون لهم تأثير مباشر على خفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. كل هذا سيساعد في النهاية على منع الاحترار العالمي من الوصول إلى مستويات خطيرة ويمنح البشرية القدرة على عكس تغير المناخ.

١٢. حقبة جديدة في الطب

لطالما سعى الطب إلى جمع المزيد من المعرفة والفهم فيما يتعلق بعلوم الأحياء البشرية من أجل اتخاذ قرارات سريرية أفضل، حسنا، سيكون الذكاء الاصطناعي هو تلك الأداة الجديدة التي ستمكننا من استخراج المزيد من الأفكار بمستوى غير مسبوق من جميع "البيانات الضخمة" الطبية التي لم يتم الاستفادة منها بشكل كامل في الماضي، سيغير الذكاء الاصطناعي عالم الطب وكيف يمارس.

١٣. سد فجوة في توزيع الثروة

ستجعل التحسينات في الذكاء الاصطناعي أخيرًا الوصول إلى إمكانية أن يكون تكوين الثروات في متناول الجماهير، لقد كان المستشارون الماليون -وهم العاملون في مجال المعرفة- عماد إدارة الثروات نظرًا لأن العاملين في مجال المعرفة يحتاجون الكثير من الأموال، فإن الوصول إلى إدارة الثروات غالبًا ما يعني أنك بحاجة بالفعل إلى أن تكون ثريًا للحفاظ على ثروتك وتنميتها. ونتيجة لذلك، كانت إدارة الثروات في الماضي بعيدة المنال بالنسبة لمن هم في أمس الحاجة إليها. سيحسن الذكاء الاصطناعي الاستراتيجيات التي يستخدمها هؤلاء المستشارون الماليون وستصبح متاحة عبر التقنية، وبالتالي ستكون في متناول الجميع. كما أنك لا تحتاج إلى معرفة كيفية عمل الاتصال القريب المدى لاستخدام خدمة الدفع المطورة من قبل شركة أبل، فإنه لن يضطر عشرات الملايين من الأشخاص إلى معرفة نظرية المحفظة الحديثة ليتمكنوا من الاستفادة من أموالهم.

١٤. ثورة الطاقة النظيفة المدعومة بالتوائم الرقمية

خلال السنوات الخمس المقبلة، ستكون الطاقة البديلة والمتجددة ذات نقطة تحول، وستكون تكلفة الطاقة المتجددة ذات التصاميم الجيدة أقل من التكلفة الحدية للوقود الأحفوري. وسيوفر النظام البيئي العالمي للابتكار بيئة يمكن فيها معالجة المشكلات مجتمعة مرة واحدة، وسيسمح بتوسيع نطاق انتشار الابتكارات بشكل أكبير.

نتيجة لذلك، فقد شهدنا زيادة مذهلة في استخدام طاقة الرياح البحرية. وسنحقق ذلك من خلال الالتزام الثابت بالرقمنة، والذي سيعمل بوتيرة تتماشى مع قانون مور ليعكس منحنى الابتكار الشمسي.

سيدعم التطور السريع للتوائم الرقمية - أي النسخ الافتراضية للأجهزة المادية - التحول على مستوى الأنظمة في قطاع الطاقة. حيث أن التعلم الآلي العلمي الذي يجمع بين النماذج القائمة على الفيزياء والبيانات الضخمة سيؤدي إلى تصميمات أصغر حجمًا وخفض تكاليف التشغيل وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع في نهاية المطاف. حيث تعتبر القدرة على مراقبة الصحة البنيوية في الوقت الحقيقي وإصلاح الأشياء قبل أن دمارها، ستؤدي بنا إلى بناء بنية تحتية أكثر أمانًا ومرونة، ابتداء من مزارع الرياح إلى الجسور والمركبات الجوية بدون طيار والتي سيتم حمايتها بواسطة توأم رقمي في الوقت الحقيقي.

١٥. فهم الأسرار المجهرية الخفية الموجودة على الأسطح

كل بقعة على سطح الأرض تحمل معلومات مخفية ستثبت أنها ضرورية لتجنب الأزمات المتعلقة بالأوبئة في الحاضر والمستقبل. يقضي البشر ٩٠٪ من حياتهم في بيئة محملة بالميكروبات التي تحدث بشكل طبيعي، ومن خلالها تتكون العديد من النظم البيئية البكتيرية والفطرية والفيروسية. التقنية التي تسرع من قدرتنا على أخذ عينات من بيانات الميكروبات ورقمنتها وتفسيرها بسرعة ستغير فهمنا لكيفية انتشار مسببات الأمراض.
سيؤدي كشف طبقة بيانات الميكروبات غير المرئية هذه إلى تحديد البصمات الجينية الخاصة بها، والتي ستساعدنا لاحقا على توقع كيفية ومتى وأين يمكن أن نتخلص مسببات الأمراض ودراسة والأسطح والبيئات التي تمثل أعلى مخاطر انتقال، وكيفية تأثير هذه المخاطر من خلال إجراءاتنا بمرور الوقت. لن تساعدنا هذه الأفكار في تجنب الأوبئة والاستجابة لها فحسب، بل ستؤثر أيضًا على كيفية تصميمنا وتشغيلنا وتنظيفنا للبيئات من حولنا مثل المباني والسيارات ومترو الأنفاق والطائرات، بالإضافة إلى كيفية دعمنا للنشاط الاقتصادي دون التضحية بالصحة العامة.

١٦. يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع إزالة الكربون في الصناعات الثقيلة

خلال السنوات الخمسة المقبلة، سيتم استخدام تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في الصناعات الثقيلة لتقليل بصمة الكربون بشكل كبير. تقليديًا، كانت قطاعات التصنيع والنفط والغاز بطيئة في تنفيذ جهود إزالة الكربون بينما تكافح للحفاظ على الإنتاجية والربحية أثناء القيام بذلك. ومع ذلك فقد يدفع تغير المناخ وكذلك ضغط المنظمات البيئية وتقلبات السوق، هذه الصناعات إلى التكيف.
لقد كانت المبادرات التي تعتمد على التقنية من أجل لتعزيز جهود إزالة الكربون في قطاعات مثل النقل والمباني أمرًا حيويًا، وستتبع الصناعات الثقيلة نهجًا مشابهًا.
في الواقع ونتيجة لزيادة التحول الرقمي، ستتمكن القطاعات الثقيلة من استخدام التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، باستخدام بيانات عالية الدقة في الوقت الفعلي من مليارات الأجهزة المتصلة لتقليل الانبعاثات الضارة بكفاءة وتقليل آثار الكربون.

١٧. الخصوصية أصبحت مطلبا منتشرًا ومحددة الأولويات

على الرغم من تسارع ظهور البيئات التنظيمية التي شهدناها في السنوات الأخيرة، فإننا نشهد حديثا مستفيضًا عن الخصوصية، سواء من وجهة نظر تنظيمية أو استهلاكية.
حيث أنه وبعد خمس سنوات من الآن، ستنتقل الخصوصية والأمان الذين يرتكزان حول البيانات إلى حالة السلع، وستُعتبر قدرة المستهلكين على حماية أصول البيانات الحساسة الخاصة بهم، والتحكم فيها بمثابة القاعدة وليس الاستثناء. ومع استمرار بناء الوعي سيزيد انتشار الحفاظ على الخصوصية وتعزيز القدرات، وهذا ما يطلق عليه تقنيات تعزيز الخصوصية.
بحلول عام ٢٠٢٥، ستصبح تقنيات تعزيز الخصوصية فئة تقنية سائدة. وستصبح عنصرًا أساسيًا لاستراتيجيات الخصوصية والأمان للمؤسسة بدلاً من كونها مكونًا إضافيًا مدمجًا لا يحقق سوى الحد الأدنى من العقبات.
في حين سيظل العالم يفتقر إلى معيار الخصوصية العالمي فإن المؤسسات ستتبنى نهجًا يركز على البيانات للأمان يوفر المرونة اللازمة للتكيف مع اللوائح الإقليمية وتوقعات المستهلكين. وستقود هذه الجهود فرق متعددة الوظائف تعمل على حماية البيانات والخصوصية ومصالح الأمان داخل المؤسسة.

الخلاصة: كيف ستغير التقنية العالم في السنوات الخمس المقبلة؟

من المدهش أن نرى السرعة والإمكانيات التحويلية للتقنيات المبتكرة التي يتم تطبيقها حاليًا لحل المشاكل الملحة في العالم، مثل الحاجة المتزايدة لإطعام الناس، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وجودتها وخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ.
ستشهد السنوات الخمس المقبلة تحسينات عميقة في معالجة هذه التحديات حيث يركز رواد الأعمال ومجتمع الاستثمار وأكبر مؤسسات البحث والتطوير في الشركات في العالم على تطوير ونشر الحلول التي من شأنها تحقيق نتائج ملموسة.

في حين أن وباء كورونا المستجد قدم لنا درسًا صعبًا في مدى قابلية عالمنا اليوم للاضطراب البشري والاقتصادي، فقد استدعى أيضًا - ولأول مرة في التاريخ - التعاون العالمي وشفافية البيانات والسرعة على أعلى مستويات الحكومة من أجل تقليل التهديد الفوري لحياة الإنسان. سيكون التاريخ هو حكمنا، ولكن على الرغم من التصميم والمرونة التي أظهرتها كل دولة على حدة، أظهر لنا أننا جميعًا أن أداء عالمنا دون المستوى.

بصفتنا مجتمعًا عالميًا يجب علينا من خلال استغلال منصات مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، لتسليط الضوء على هذه القضايا مع الاعتراف بفرص التقنيات والابتكار التي يمكن معالجتها ودعمها على أفضل وجه وبسرعة أكبر.

المصدر: The World Economic Forum

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *