أبرز ١٠ تقنيات متطورة في عام ٢٠١٩

الوضع الليلي الوضع المضيء

سنحدثكم اليوم عن أبرز التقنيات المذهلة التي سوف تظهر في العام 2019 والتي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في عالم التقنية نحو مستقبل أكثر حداثة وذلك من وجهة نظر العالم ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس والذي لم يخصص في قائمته التقنيات التي سوف تتصدر عناوين الأخبار لهذا العام، بل شمل أيضاً التقنيات التي يعتقد أنها سوف تسهم بشكل كبير في تحديث عملية التطوير والابتكار في المستقبل.

روبوتات ماهرة

روبوتات تتعلم ذاتياً كيفية التعامل مع العالم المادي من حولها، إنها نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي.

فعلى الرغم من الشهرة التي نالتها الروبوتات الصناعية إلا أنها لا تزال خرقاء وغير مرنة. كل ما تقوم به هو الانتقال مرارًا وتكرارًا بين مكونات خطوط التجميع بدقة متناهية ودون الشعور بالملل على الإطلاق ولكن إذا قمنا بتحريك الآلة بمقدار ضئيل قد لا يتجاوز نصف بوصة، أو استبدلنا أحد قطعها بقطعة مختلفة قليلاً، فسوف تتعثر وتصبح غير كفؤة للعمل.

ورغم التحديث المتواصل للروبوتات إلا أننا لم نتمكن حتى الآن من برمجتها بحيث تصبح قادرة على استيعاب أي شيء بمجرد النظر إليه ولكنها على الأقل أصبحت قادرة ذاتياً على تعلم كيفية التعامل مع الأجسام من خلال التجربة الافتراضية والخطأ.

 Dactyl هو أحد أبرز وأحدث هذه الآلات القادرة على التعلم الذاتي، فقد علّم نفسه كيفية قلب مكعبات الألعاب في أصابعه. يتكون هذا الروبوت الذي صممته شركة OpenAI من يد روبوتية محاطة بمجموعة من الأضواء والكاميرات وبرنامج يستخدم التعليم المعزز بحيث يزود الشبكة العصبية للروبوت بآلية فهم الكتل وكيفية تحويلها داخل بيئة محاكية قبل أن تجربها اليد الحقيقية. فيقوم البرنامج، بشكل عشوائي في البداية، بتعزيز الاتصال داخل الشبكة مع مرور الوقت بينما يقترب من هدفه.

وقد نجح الفريق الذي صمم هذا الروبوت في التغلب على مشكلة محاكاة الخصائص المتنوعة للأجسام والتي تواجه الآلات في العادة وذلك من خلال إضافة خاصية العشوائية إلى التجربة الافتراضية مما جعل الروبوت أكثر قرباً من فوضوية الواقع.

لا زلنا بحاجة إلى الكثير من التحديثات على أجهزة الذكاء الاصطناعي كي نتوصل إلى أجهزة غاية في البراعة والدقة والقدرة على التعلم الذاتي إلا أننا قد وصلنا مع هذه النماذج إلى مستوى متقدم يعد بمستقبل غني بالآلات التي ستصبح في نهاية المطاف قادرة على غسيل أطباقنا وتصليح أدواتنا وحتى مساعدة جداتنا في النهوض من السرير.

الطاقة النووية الجديدة

مفاعلات الاندماج والانشطار المتقدمة تقترب من الواقع.

اكتسبت التصميمات النووية الجديدة زخماً وشهرة واسعة في العام الماضي نظراً لما وعدت به من تحويل هذه الطاقة إلى مصدر أكثر أمانًا وأقل تكلفة مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى. من بين هذه التصاميم ما يعرف باسم جيل مفاعلات الانشطار الرابع، والتي قدمت تطوراً بارزاً على التصاميم التقليدية ومفاعلات الوحدات المصغرة ومفاعلات الاندماج، والتي أعتبرت لفترة من الزمن تقنية بعيدة عن متناول اليد.

تعتبر شركة Terrestrial Energy الكندية من أبرز مطوري الجيل الرابع للتصاميم الانشطارية، بالإضافة إلى شركة TerraPower التي أعلنت عن إبرام صفقة شراكة مع R&D في مجال البحث والتطوير بهدف توفيرمفاعلات بحلول العام 2020.

وعلى الرغم من التوقعات غير المتفائلة التي لا تأمل بحدوث أي تسليم للمفاعلات قبل عام 2030، إلا أن شركات مثل General Fusion و Commonwealth Fusion Systems قد حققت بالفعل بعض التقدم في تصاميمها.

التنبؤ بالولادة المبكرة

بمساعدة فحص بسيط للدم سوف يصبح بالإمكان التنبؤ بما إذا كانت المرأة الحامل عرضة للولادة المبكرة.

ستيفن كويك، مهندس بيولوجي يعمل في جامعة ستانفورد، نجح مؤخراً في التوصل إلى كشف طبي قد يساعد في حل واحدة من أكبر المشاكل التي تواجع الأطباء : واحد من بين كل 10 أطفال يولدون قبل أوانهم ويواجهون مشاكل صحية أو خطر الموت.

 توصل كويك إلى أكتشافه من خلال العمل على تحليل الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا والذي غالباً ما تطلقه الخلايا الميتة في النساء الحوامل، وقد وجد كويك أن هذه الخلايا الميتة تحمل كماً هائلاً من المعلومات الجينية الخاصة بالحمض النووي لكل من الجنين والأم بالإضافة إلى حالة المشيمة.

قبل هذا الكشف كانت عملية فحص مشيمة الأم عملية معقدة وصعبة وتحمل الكثير من المعاناة للمرأة الحامل، ولكن تقنية كويك تعد بتوفير طريقة أسهل لاكتشاف ومتابعة الكميات الصغيرة من المواد الجينية الخالية من الخلايا في الدم. وقد جاء هذا الاكتشاف بعد سلسلة من التجارب التي عمل عليها الكثير من الباحثين خلال السنوات القليلة الماضية لتطوير اختبارات الدم للكشف المبكر عن الخلايا لسرطانية (عن طريق اكتشاف الحمض النووي الراوي من خلايا الورم) وللكشف قبل الولادة عن بعض الحالات الطبية الخاصة مثل متلازمة داون.

يعتبر الحمض النووي الريبي (RNA) الجزيء المسؤول عن تنظيم كمية البروتين التي ينتجها الجين -ما يعرف بالتعبير الجيني -. ومن خلال تسلسل الحمض النووي الريبي العائم في دم الأم، نجح كويك في اكتشاف التقلبات في التعبير الجيني في سبعة جينات مرتبطة بالولادة المبكرة، مما أتاح له فرصة التعرف على النساء المحتمل أن يلدن مبكرًا وتنبيه الأطباء لاتخاذ التدابيراللازمة لمنع الولادة المبكرة ومنح الطفل فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.

يقول كويك إن التقنية أصبحت جاهزة وأنها تمتاز بالسهولة والسرعة وقلة التكاليف، حيث يمكن للمرأة الحامل أن تحصل على الفحص مقابل أقل من 10 دولارات. كما أنه أعلن عن أطلاق شركة Akna Dx الناشئة لتسويق تقنيته.

فحص القناة الهضمية بواسطة قرص دوائي

 جهاز صغير قابل للبلع يمكنه التقاط صور تفصيلية للأمعاء دون تخدير، حتى عند الرضع والأطفال.

قد يكون الخلل المعوي البيئي (EED) أحد أقل الأمراض شهرة. من أعراضه إصابة الأمعاء بالالتهاب مما يجعلها غير قادرة على امتصاص المواد الغذائية بكفاءة. هذا المرض منتشر على نطاق واسع في البلدان الفقيرة، وهو أحد العوامل المسببة لسوء التغذية، وتأخر النمو، فلا يبلغ المصاب به أبدًا معدل النمو الطبيعي. لا أحد يعرف بالضبط ما مسببات هذا المرض وكيف يمكن الوقاية منه أو علاجه.

إلا أن Guillermo Tearney أخصائي علم الأمراض والمهندس في مستشفى ماساتشوستس العام (MGH) في بوسطن، نجح في تطوير أجهزة صغيرة يمكن استخدامها لفحص الأمعاء بحثًا عن أعراض EED وحتى الحصول على خزعات الأنسجة. وعلى عكس المناظير الداخلية، فإن هذه الأجهزة الصغيرة تعتبر سهلة الاستخدام خاصة أثناء الزيارة الطبية الأولية.

تحتوي كبسولات Tearney القابلة للبلع على مجاهر مصغرة متصلة بخيط مرن يشبه السلسلة يوفر الطاقة والضوء أثناء إرسال الصورإلى وحدة تحكم تشبه حقيبة الملفات مع جهاز عرض يتيح للعامل في مجال الرعاية الصحية إيقاف الكبسولة في المواقع المحددة وإخراجها عند الانتهاء من الفحص، مما يتيح تعقيمها وإعادة استخدامها. (وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مسببًا للتلوث، إلا أن فريق Tearney يقول إنها لا تسبب أي إزعاج للمريض.) كما يمكن بواسطة هذه التقنية تصوير سطح الجهاز الهضمي بأكمله بدقة خلية واحدة أو التقاط مقاطع عرضية ثلاثية الأبعاد على عمق بضعة ملليمترات.

توفر هذه التقنية العديد من التطبيقات. حيث يتم استخدامها في مركز MGH للكشف عن مريء باريت الذي يعتبر أحد الأعراض المتقدمة لسرطان المريء. كما تم تطوير نسخة أصغر لاستخدامها لدى الأطفال الرضع الذين لا يمكنهم ابتلاع كبسولات الدواء. كما تم اختبارهها على المراهقين في باكستان، ومن المخطط إجراء اختبار للرضع في عام 2019.

من المتوقع أن يساعد المجس الصغير الباحثين في الإجابة عن أسئلة حول كيفية تطور EED، مثل الخلايا التي يؤثر عليها وما إذا كانت البكتيريا لها علاقة بهذا المرض بالإضافة إلى تقييم التدخلات والعلاجات المحتملة.

لقاحات السرطان المتخصصة

يحفز هذا العلاج دفاعات الجسم الطبيعية على تدمير الخلايا السرطانية فقط عن طريق تحديد الطفرات الفريدة لكل ورم

قد يشكل العام 2019 بداية حقبة طبية جديدة تتيح للعلماء فرصة تسويق أول لقاح متخصص للسرطان يعمل على تحفيز جهاز المناعة لتحديد الورم من خلال طفراته الفريدة، فمن خلال الدفاعات الطبيعية للجسم أصبح بالإمكان تدمير الخلايا السرطانية بشكل انتقائي وذلك على عكس العلاج الكيميائي التقليدي، مما قد يسهم في الحد من تلف الخلايا السليمة. بالإضافة إلى قدرة هذا العلاج على اكتشاف أي خلايا سرطانية طائشة ومهاجمتها منذ جلسات العلاج الأولية.

بدأت مثل هذه اللقاحات بالظهور منذ عام 2008 وبعد خمس سنوات من اكتمال مشروع الجينوم البشري عندما نشر علماء الوراثة التسلسل الأول لخلية سرطانية. بعد فترة وجيزة من هذا الكشف العلمي، بدأ الباحثون بمقارنة الحمض النووي للخلايا السرطانية مع الخلايا السليمة. وكانت نتيجة هذه التجارب المقارنة أن جميع الخلايا السرطانية تحتوي على المئات إن لم يكن الآلاف من الطفرات المحددة والفريدة.

وبعد بضع سنوات، قدمت الشركة الألمانية الناشئة BioNTech أدلة دامغة على أن لقاحًا يحتوي على نسخ من هذه الطفرات يمكن أن يحفز الجهاز المناعي للجسم على إنتاج خلايا T متخصصة للبحث عن جميع الخلايا السرطانية ومهاجمتها وتدميرها.

وفي ديسمبر 2017، بدأت الشركة بإجراء تجربة مختبرية واسعة بالتعاون مع عملاق التكنولوجيا الحيوية Genentech. تستهدف على الأقل 10 خلايا سرطانية صلبة وتسعى إلى إشراك حوالي 560 مريضًا في مواقع مختلفة حول العالم.

حالياً تعمل الشركتان على تصميم تقنيات تصنيع جديدة لإنتاج الآلاف من اللقاحات المتخصصة وبسرعة. الأمر الذي قد يشكل صعوبة على المصنعين لأن عملية تطوير اللقاح تطلب أخذ خزعة من ورم المريض وتسلسلها وتحليل الحمض النووي الخاص بها ونقل هذه المعلومات إلى موقع الإنتاج. وبمجرد إنتاج اللقاح، يجب تسليمه فوراً إلى المستشفى المحدد؛ لأن أي تأخير في التسليم قد يتسبب بنتائج قاتلة.

شطائر برغر خالية من لحم البقر

لكل النباتيين حول العالم، مرحلة جديدة تقترب فيها البدائل المنتجة في المختبرات أو المستندة إلى النباتات من مذاق اللحوم الحقيقية وقيمتها الغذائية دون التأثير على البيئة.

حسب إحصاءات الأمم المتحدة فإنه وبحلول العام 2050 قد يبلغ إجمالي سكان العالم 9.8 مليار. الأمر الذي لا يبشر بالخير خاصة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، نظرا للعلاقة الطردية بين عدد السكان والإقبال على استهلاك اللحوم.

ووفقًا للتنبؤات فإنه وبحلول ذلك التاريخ سوف يبلغ الاستهلاك البشري للحوم نسبة 70٪ أي أكثر مما كانوا يستهلكونه في عام 2005. وبعد أن كشفت الدراسات بأن تربية الحيوانات للاستهلاك البشري هي من بين أخطر الممارسات التي نقوم بها تجاه البيئة. حيث يتطلب إنتاج رطل واحد من البروتين الحيواني باستخدام الأساليب الصناعية الغربية كميات من الماء تتراوح من 4 إلى 25 ضعفاً، و 6 إلى 17 ضعفاً من ثروات الأرض، و6 إلى 20 ضعفًا من الوقود الأحفوري مقارنة برطل من البروتين النباتي.

وبما أن الدراسات تشير إلى ضعف احتمالية توقف الناس عن استهلاك اللحوم المصنعة فإنه من الأرجح أن تكون البدائل الغذائية المستنبتة في المختبرات أفضل طريقة للحد من الآثار المدمرة للاستهلاك الحيواني على البيئة.

أما عن طريقة إنتاج البدائل المستنبتة في المختبرات فإنه يعتمد على استخراج الأنسجة العضلية من الحيوانات وزرعها في المفاعلات الحيوية. ولكن عمليات التطوير ما زالت مستمرة للوصول إلى نتائج أكثر واقعية فيما يتعلق بالمذاق. وقد صرّح باحثون في جامعة ماستريخت في هولندا أنهم سوف يحصلون على برغر تم استنباته في المختبر بحلول العام المقبل. ورغم الشهرة الواسعة التي أصبحت تنالها البدائل النباتية إلا أن فوائدها البيئية لا تزال غير واضحة في أحسن الأحوال، وذلك رغم صدور تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي يؤكد على أن الانبعاثات الناتجة عن اللحوم التي تم إنتاجها في المختبرات ستكون أقل بحوالي 7٪ فقط من الانبعاثات الناتجة عن إنتاج لحوم الأبقار.

من الجدير بالذكر أن بعض الشركات الغذائية قد نجحت في توفير بدائل حيوانية ذات أصل نباتي وأسهمت في الوقت ذاته في الحد من الآثار المدمرة للاستهلاك الغذائي البشري على البيئة. من هذه الشركات: Beyond Meat و Impossible Foods (بيل جيتس أحد المستثمرين في كلا الشركتين). تستخدم هاتين الشركتين بروتينات البازلاء وفول الصويا والقمح والبطاطس والزيوت النباتية لتقليد قوام ومذاق اللحوم الحيوانية.

وقد كان مصنع"بيوند ميت" قد اعلن عن بيعه25 مليون شطيرة برجر في 30,000 متجر وطعم في مختلف أرجاء الولايات المتحدة. وقد أكد تحليل أجراه مركز النظم المستدامة بجامعة ميشيغان أن البرغر التي تنتجه هذه الشركة يسهم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90٪ أقل من البرغر التقليدي الذي يحتوس على لحم البقر.

تقنية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء

 من خلال امتصاص انبعاثات الغازات الدفيئة الزائدة أصبح بالإمكان استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء بطريقة عملية وبأسعار معقولة.

في اجتماعاتها الأخيرة توصلت لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى أنه حتى ولو قمنا بإبطاء انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن تأثير الاحتباس الحراري يمكن أن يستمر لآلاف السنين. وأنه ومن أجل منع حدوث ارتفاع خطير في درجات الحرارة أصبح من الضروري علينا أن نتخلص من حوالي تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الجو خلال هذا القرن.

ولكن وفي اكتشاف مفاجئ في الصيف الماضي، صّرح عالم المناخ بجامعة هارفارد، ديفيد كيث، بأن العالم أصبح على مشارف الكشف عن تقنية التقاط الهواء المباشروالتي يمكنها أن تستخلص ثاني أكسيد الكربون بأقل من 100 دولار للطن. وقد تم رفض هذه التقنية مسبقاً نظراً لارتفاع تكاليف تصنيعها واستخدامها إلا أنه ومع تطور العلم أصبحت العملية أقل تكلفة وأكثر سهولة. ولكننا لا زلنا بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع ثاني أكسيد الكربون بمجرد استخلاصه من الهواء.

هنا يأتي دور شركة Carbon Engineering الكندية الناشئة التي تأسست عام 2009 ونجحت في استقطاب بيل جيتس ليصبح أحد المستثمرين فيها. حيث تعمل هذه الشركة على إنتاج أنواع مختلفة الوقود الصناعي باستخدام ثاني أكسيد الكربون الذي تم استخلاصه من الهواء كمكون رئيسي.

وهناك أيضاً مصنع Climeworks الذي تعمل أحد منشآته في إيطاليا على استخلاص ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين من الهواء وإنتاج غز الميثان منهما، بينما سوف يبيع مصنع ثان في سويسرا ثاني أكسيد الكربون لشركات المشروبات الغازية. بالإضافة إلى مصنع global thermostat في نيويورك، والذي أتم إنشاء أول مصنع تجاري له في ألاباما العام الماضي.

ومع ذلك، فإن استخدام ثاني أكسيد الكربون في إنتاج أنواع مختلفة من الوقود الصناعي أو في صناعة المشروبات الغازية، سوف يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو مرة أخرى وهذا يتنافى مع الهدف النهائي هو التخلص من الغازات الدفيئة إلى الأبد. مما قد يتطلب دفنه تحت الأرض، وهي مهمة مكلفة لن يتمكن أي نموذج تجاري من دعمها.

جهاز تخطيط القلب حول معصمك

أصبح بالإمكان بفضل التطورات التكنولوجية متابعة تخطيط القلب بسهولة ودقة متناهية بواسطة أجهزة مصغرة يمكن ارتداؤها حول معصم اليد.

غالباً ما يعتمد الرياضيون على أجهزة اللياقة البدانية لمتابعة نبض القلب ولكن من ناحية طبية لا يمكن الاعتماد على هذه الأجهزة نظراً لسهولة فسادها إذا ما تم استخدامها بشكل مكثف أو إذا تعرضت أحد أجزائها للتلف. لذا وللحصول على نتائج تخطيط دقيقة للقلب يجب زيارة العيادات الطبية المتخصصة والتي تستخدم أجهزة كبيرة ومعقدة مما يدفع البعض إلى عدم الالتزام بهذه الفحوص.

من هنا تأتي أهمية الساعات الذكية المزودة ببرامج دقيقة لتخطيط القلب والتي أصبحت ممكنة بفضل اللوائح والأنظمة البرمجية الجديدة، حيث توفر هذه الساعات القابلة للارتداء إمكانية الحصول على فحوص للقلب قريبة في دقتها من الأجهزة الطبية المتخصصة.

تعتبر Apple Watch أحد أبرز الأمثلة على هذه التقنيات حيث يمكنها اكتشاف الرجفان الأذيني الذي يتسبب بحدوث جلطات الدم والسكتات الدماغية. وقد حصلت هذه الساعة المتميزة على تصريح من إدارة الأغذية والعقاقير في عام 2017. وفي العام الماضي كشفت شركة أبل عن تضمين خاصية تخطيط القلب في ساعتها وذلك بتصريح من وكالة الغذاء والدواء.

كما أعلنت شركة الأجهزة الصحية Withings عن خططها لتطوير ساعة مزودة بنظام لتخطيط القلب بعد فترة وجيزة من إطلاق الخاصية في ساعة أبل.

من الجدير بالذكر أن الأجهزة الحالية القابلة للارتداء تستخدم مستشعرًا واحدًا فقط، بينما تحتوي أجهزة التخطيط الحقيقية على 12 مستشعر، لذا لا يمكن لأي جهاز قابل للارتداء اكتشاف نوبة قلبية أثناء حدوثها.

ولكن هذا الحال على وشك التغير. ففي خريف العالم الماضي، قدمت AliveCor نتائجها الأولية إلى جمعية القلب الأمريكية حول تطبيق ونظام مستشعرين يمكنهما اكتشاف نوع معين من الأزمات القلبية.

مراحيض بدون نظام صرف صحي

مراحيض موفرة للطاقة يمكنها أن تعمل على معالجة النفايات بشكل فوري ودون الحاجة إلى نظام صرف صحي.

حوالي 2.3 مليار شخص حول العالم يعيشون بدون أنظمة صرف صحي فعالة. الأمر الذي يدفع الكثير من الناس إلى التخلص من مخلفاتهم في الأحواض والمجاري المائية القريبة، مما يتسبب بانتشار البكتيريا والفيروسات والطفيليات التي يمكن أن تسبب الإسهال والكوليرا. من الجدير بالذكر أن الإسهال على الرغم من بساطته كحالة مرضية إلا أنه يتسبب بوفاة واحد من كل تسعة أطفال في جميع أنحاء العالم.

وقد دفع هذا الواقع المؤلم الكثير من الباحثين على العمل لتطوير نوع جديد من المراحيض قليلة التكلفة بما يتناسب مع مقدرات العالم النامي.

هذه المراحيض لن تقوم بالتخلص من النفايات فحسب، بل ستقوم أيضا بمعالجتها.

في عام 2011، أعلن بيل جيتس عن إطلاق تحدي إعادة ابتكار المرحاض. منذ إطلاق المسابقة، قدمت العديد من الفرق المتنافسة نماذجاً أولية تعالج النفايات محليا، لذا فهي ليست بحاجة لنقل كميات كبيرة من الماء إلى محطة معالجة بعيدة.

معظم النماذج الأولية قائمة بذاتها ولا تحتاج إلى شبكات صرف صحي، لكنها تشبه المراحيض التقليدية الموجودة في المباني الصغيرة أو حاويات التخزين. من الأمثلة البارزة، مرحاض NEWgenerator المصمم في جامعة جنوب فلوريدا، والذي يقوم بتصفية الملوثات بواسطة غشاء لاهوائي، يحتوي على مسام أصغر من البكتيريا والفيروسات. مشروع آخر من جامعة كونيتيكت للتحكم في الكتلة الحيوية، وهو عبارة مصفاة بحجم حاوية الشحن تسخن النفايات لإنتاج مادة غنية بالكربون يمكنها تسميد التربة.

ولكن هذه النماذج تعاني من عيب واحد هو أن المراحيض لا تعمل على جميع المستويات. منتج Biomass Controls، على سبيل المثال، مصمم بشكل أساسي لعشرات الآلاف من المستخدمين يوميًا، مما يجعله أقل ملاءمة للقرى الأصغر. وهناك نموذج آخر تم تصميمه وتطويره في جامعة ديوك، يمكن استخدامه فقط من قبل عدد قليل من المنازل القريبة.

وبالتالي فإن التحدي الآن هو جعل هذه المراحيض أرخص وأكثر قدرة على التكيف مع المجتمعات ذات الأحجام المختلفة. يقول دانييل ييه، الأستاذ المشارك بجامعة جنوب فلوريدا، والذي قاد فريق NEWgenerator: "من الرائع بناء وحدة أو وحدتين، ولكن لكي يكون للتكنولوجيا تأثير حقيقي على العالم، فإنه يجب علينا إنتاج المزيد من الوحدات وبأعداد كبيرة تتناسب مع الطلب المتزايد."

أجهزة ذكاء اصطناعي لبقة في التواصل

تطوير التقنيات الحديثة إلى مستوى يجعلها قادرة على تجسيد العلاقات الدلالية بين الكلمات أصبح عاملاً أساسياً في تسهيل عملية تعلم الآلات وفهمها للغة الطبيعية.

بحلول العام 2019 أصبح من المألوف رؤية أجهزة الذكاء الصناعي وهي تعزف الآلات الموسيقية أو ترسل إنذاراً إلى هواتفنا النقالة، ولكنها حتى الآن لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى الذكاء المزعوم من قبل مطوريها. كان من المفترض أن تصبح هذه الآلات قادرة على تسهيل حياتنا، لكنها لم تنجح حتى الآن، كل ما يمكنها القيام به هو متابعة مجموعة محددة من التوجيهات والأوامر، كما أنها سهلة التعرض للتلف والانحراف عن مسار عملها في حال تعرضها لأي ضرر.

ولكن لحسن الحظ فإن العالم التقني أصبح يسير على خطى متسارعة وثابتة نحو المستقبل. ففي يونيو 2018، طور باحثون في OpenAI تقنية تدرب الذكاء الاصطناعي على نص غير محدد لتجنب استنزاف الجهد والوقت اللازمين في العادة لتصنيف وتجميع البيانات يدويًا. وبعد بضعة أشهر من هذا الكشف، أعلن فريق من Google عن تطوير نظام BERT الذي تعلم كيفية التنبؤ بالكلمات المفقودة من خلال دراسة الملايين من الجمل. وفي اختبار الاختيار المتعدد نجح النظام في تحقيق نتيجة قريبة من النتائج البشرية في سد الثغرات.

هذه التحسينات، بالإضافة إلى تركيب أفضل للجمل، سوف تتيح لنا الانتقال من مرحلة تزويد أجهزة الذكاء الاصطناعى بالأوامر البسيطة إلى مرحلة إجراء محادثات معقدة معهم. كما سيكون بإمكانهم التعامل مع التفاصيل اليومية مثل تدوين ملاحظات الاجتماعات أو البحث عن المعلومات أو التسوق عبر الإنترنت.

يجدر هنا ذكر بعض الأمثلة المتقدمة على أجهزة الذكاء الاصطناعي مثل Google Duplex، الذي يعتبر آخر تحديثات جوجل التي تشبه الإنسان. يستطيع هذا الجهاز التقاط مكالماتك الهاتفية للكشف عن مرسلي البريد المزعج وعمال التسويق عبر الهاتف. كما يمكنه إجراء مكالماتك لتحديد مواعيد حجز المطاعم أو مواعيد الصالون.

في الصين، اشتهر مثال آخر وهو النظام الذي يستخدمه المستهلكون عبر منصة التسويق الإلكترونية AliMe التابعة لشركة علي بابا، حيث يعمل هذا النظام الإلكتروني على تنسيق شحنات الطرود عبر الهاتف والمساومة على أسعار السلع عبر الدردشة.

لكن على الرغم من تطور برامج الذكاء الاصطناعي في فهم ما نريده منها، إلا أنها لا تزال غير قادرة على فهم الجمل. حيث تتم كتابة الجمل أو إنشاؤها بطريقة إحصائية، مما يعكس مدى صعوبة تزويد الآلات بميزة الفهم الحقيقي للغة. ولكن بمجرد تجاوزنا لهذه العقبة، سوف نصبح على عتبة تطورات أخرى، فقد نصبح قادرين على تطوير منسق للأمور اللوجيستية أو جليس أطفال أو حتى صديق.

المصدر: إم أي تي تكنولوجي رڤيو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *