اضغط زر إعادة التشغيل .. رحلة إعادة اكتشاف روح مايكروسوفت

الوضع الليلي الوضع المضيء

‏كتاب "اضغط زر إعادة التشغيل .. رحلة إعادة اكتشاف روح مايكروسوفت وتخيل مستقبل أفضل للجميع" لساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، كتاب ممتع ومهم وملهم.
‏ممتع لأنه سيرة ذاتية فهو أشبه بالرواية وقصة نجاح واقعية لا خيال علمي.
‏ومهم لأنه يتحدث بشكل غير مباشر عن خطط مايكروسوفت من خلال ما يصرح به رئيس الشركة لمستقبل التقنية.
‏وملهم لسببين:
الأول عن البداية البسيطة لطفل هندي ولد وعاش في بلد فقير، لا شك أنه لم يخطر بباله يوما أن يكون رئيسا لواحدة من أكبر الشركات التقنية في العالم.
الثاني كيف يمكن أعادة بعث شركة سادت ثم اضمحلت، درس أن النجاح لا يستمر مالم ندعمه بالابتكار، والابتكار ليس فردا عبقريا حتى لو كان بيل جيتس، بل تمكينا للابتكار.
‏وكقصة كل قائد ناجح، نكتشف أن النجاح ليس ثقة بالقرارات بل ثقة بأن السعي يورث النجاح مهما واجهت الشركة والافراد من إخفاقات.

‏الكتاب مقسم لثلاثة أقسام:
‏1-قصة حياته من طفولته حتى هجرته والتحاقه بشركة مايكروسوفت والقرارات الصعبة التي اتخذها. وكيف أن الدول مهما تقدمت يبقى لديها أنظمة غير مبررة، وكيف أن الانسان مهما كام مميزا فإنه لا تكشف له الحجب ولا تعبد له الطرق، وكيف نضع أولوياتنا ونقدم من نحب على مكتسباتنا الدنيوية فقد أضطر للتضحية بالإقامة الدائمة Green Card حلم كل مهاجر ليتمكن من إحضار زوجته.
‏2-مرحلة قيادته لمايكروسوفت والمراحل التي مر بها في وضع الاستراتيجيات، والأخطاء التي ارتكبت، والاخفاقات التي وقعت، وأخيرا إعادة مايكروسوفت للريادة. وكثير من هذه الخطط كانت في التخلي عما مبادئها السابقة في الانغلاق والسيطرة التي لم تعد مناسبة للعصر الرقمي. واتخاذ قرارات صعبة ومكلفة ماليا، مثل التخلي عن الاستحواذ على شركة نوكيا، ودعم المصادر المفتوحة، ودعم تطبيقات مايكروسوفت على نظم التشغيل الأخرى.
‏3-مستقبل الانسانية مع التقنية، وأهم التقنيات في المستقبل القريب وهي: الحوسبة السحابية، والواقع المدمج، والذكاء الصناعي، والحوسبة الكمومية.

قبل الختام، أتمنى عند قراءة كل كتاب أن يكون لدي القدرة على تعديل عليه لإخراج نسخة مناسبة Customized version من وجهة نظر القارئ. فكما يوجد فيديوهات حسب الطلب Video on Demand ماذا لو وجدت الكتب حسب الطلب، فالكتاب الذي بين يدي يحوي بعض الدعاية لمايكروسوفت التي تمنيت استبعادها ليكون مرجعا في التقنية والإدارة.