المحافظة على المكتسبات بعد كورونا

الوضع الليلي الوضع المضيء

بعد مرور أكثر من عام .. ماذا أثبتت جائحة كوفيد-١٩؟

بعد أكثر من عام من العيش في ظل جائحة كوفيد-١٩ التي أثبتت أن خيالنا لايزال محدودًا مهما حاولنا أن يكون جامحًا، وأن قدراتنا ضعيفة مهما اعتقدنا أننا وصلنا من قوة وتقدم علمي، وأننا نحتاج لتظافرنا مهما ظننا أننا نستطيع أن نستغني عن الآخرين دولاً، وجهات، وأفرادًا.

اكتشفنا أننا يمكن أن نوفر وقتنا ونستثمره بشكل أفضل، وأن صلة الرحم والتواصل ممكن بطرق شتى، وأن وقتنا الذي يضيع في الخروج الغير ضروري وقت مهدر يمكن استثماره، وأننا يمكن أن نتعلم في أفضل الجامعات ونحن في بيوتنا.

اكتشفنا أننا لسنا بحاجة لمراقبة الموظفين بشكل لصيق. وأن الدور الذي يقوم به المعلمون والمعلمات عمل رائع وشاق، وأنهم أثناء المحنة أبدعوا رغم التحديات والتزاماتهم الشخصية.

اكتشفنا أن الجميع بطل في عمله سواء كان عسكريًا أو معلمًا أو ممارسًا صحيًا أو مبرمجًا أو صاحب شركة ناشئا أو سائق توصيل.

بعد عام من التغير والتأقلم بدأ بصيص الأمل يلوح في الأفق بزوال الغمة، ومن يقارن رمضان هذا العام بسابقه يرى الفارق الكبير -ولله الحمد- فلم نعش في حجر، وعادت مظاهر الحياة من فتح المحلات والمساجد اتاحة العمرة والصلاة في الحرمين.

مع هذا الانفراج، إلا أن الحياة لن تعود لسابق عهدها، فما اكتسبناه من عادات حسنة سنحافظ عليها غالبا. فإيماننا بالنعم التي نحن فيها إزداد، وتحول رؤيتنا من الكماليات للأساسيات، وإيماننا بأن المسلمات يمكن أن تتغير، وأن الابتكارات الجديدة ربما هي الحل الأمثل فلا يجب رفضها دون تجربتها.

الآن يبرز السؤال: ماهي المكتسبات التي سنحافظ عليها.

إن تقدير كل منا للآخرين من أعظم المكتسبات، وأن التركيز على المخرجات أولى من التركيز على الحضور لمقار العمل.
وأن التعليم سواء كان مدمجًا أو عن بعد هو المستقبل وهو الحل لتحديات التعليم التي يعيشها منذ عقود.
نحتاج لفرق عمل في تعليمنا وعملنا ومناحي حياتنا لإدارة الحفاظ على المكتسبات.